المشاركات

تطور الحياة السياسية و الاجتماعية فى مصر

1) حكم الترك و المماليك إن اكبر الأزمات التى تعيشها منطقتنا العربية هى عدم قدرتها على اللحاق بما وصلت إليه الحضارة الإنسانية ، فالمشكلة فى أساسها هى أزمة تطور و ليست أزمة سياسية بل إنها أزمة فى بنية الحضارة العربية أجبرتها على التوقف و عدم اللحاق بركب التطور الحضارى ، لذا لابد البحث فى الأبعاد المسببة لها ، التى عملت على تأصيل تلك العلة الأساسية فى الإنسان و المجتمع العربى ، فالأزمة كما شرحها ” مهدى عامل “(1) حتى نستطيع قراءة الواقع الحالى لابد من قراءته فى ذاته أى بعلاقة قطع مع الماضى ، فالحاضر عند ” عامل “ هو الذى يملك مفتاح الماضى و ليس العكس ، فحركة التاريخ ليست متواصلة بل على العكس تتقاطع مع حركة تطور أنماط الإنتاج المختلفة فى بنيتها ، فلا يمكن – كمثال - قراءة نمط الإنتاج الرأسمالى فى بنية تعتمد نمط الإنتاج الإقطاعى ، فالعلاقة بين هذين النمطين لم تكن أستمرارية يتوالد فيها الثانى من رحم الأول بل هى علاقة قطع على مستوى البنية تولد على أثرها بناء فوقى هى الدولة و أجهزتها ، و عملت على خلق شكل أيديولوجى اثر على حركة الفكر ، الفن ، الدين ، العادات ، الأ

ثورة تكنولوجية تؤسس عالم "ما بعد الرأسمالية"

يعيش العالم منذ منتصف تسعينات القرن الماضى ثورة صامتة ، هى ” ثورة المعلومات “ التى استطاعت ب هدوء شديد زلزلة الكثير من المفاهيم الاقتصادية التقليدية و عظمت أزمة ا لنظام الرأسمالى الذى يعيش أزمات متعددة خاصة منذ تخليه عن التنظيم الكنزى التى اعتبرت فترته أزهى فترات الرأسمالية حتى أطلق على فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بالعصر الذهبى للرأسمالية ، لتأتى السبعينات ليتراجع التنظيم الكنزى للاقتصاد و تتغير بالتالى البنى الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية … عرفت الرأسمالية منذ أكثر من مائتى عام أن الحركة العمالية سيصبح لها تأثير كبير على العملية السياسية و توجهاتها و ظهر هذا عندما كتب فى تلك الفترة السياسى و الصحفى البريطانى ” جون ثيلوال “ محذراً « إن كل ورشة كبيرة أو مصنع هو نوع من المجتمع السياسى لا يستطيع أى برلمان إسكاته و لا تستطيع أى محكمة حله » ، تلك الكلمات كان ت بمثابة إنذاراً مبكراً لها ، و هذا ما تعلمته الرأسمالية و كان أحد عوامل تدافعها ل لتحول الكبير الذى شهدته إلى الأتمت ة الذى بدأت أولى خطواته أوائل سبعينات القرن الماضى و الانتقال تدريجيا ً إلى الاس