نعـــم إنها الحريــة
عندما شاهدت الخطاب الأخير للرئيس التونسي وهو يتحدث قائلا أنه أصبح يعرف ما تطلبون ، تيقنت أنه عرف الحقيقة و ان عليه أن يرحل و ها هو رحل غير مأسوف عليه ، فالأنظمة الديكتاتورية تتهاوى سريعا أمام أية إرادة شعبية فهم من داخلهم مقتنعون بأن أنظمتهم رخوة لا تستطيع الوقوف أمام صلابة الشعوب عندما تثور ….
نعـم اصبحت تعرف ما يريده الشعب و رحلت ، و سيرحل باقي الأنظمة الرخوة قريبا فالميعاد أصبح اقرب مما يتوقع البعض ، الشارع في مصر أصبح جاهز لثورة لن تتوقف قبل النصر.
ثلاثون يوم فقط كانت كافية ليسقط واحد من أكبر الأنظمة العربية السلطاوية ، إلا أن هذا السقوط السريع وضع الكثير من رموز المعارضة المصرية في حيرة ن فما شاهدته خلال اليومين الماضيين حالة من الذهول بالرغم من الفرحة التي كانت على وجوه البعض إلا أن تسارع الأحداث و مغاردة الرئيس التونسي البلاد سريعا جعل الجميع يفكر ، ماذا سيحدث أذا هرب مبارك سريعا هل سيكون القادم من نفس عباءة النظام أم أنه يجب ترتيب الأوضاع مسبقا تحسبا لحالة مماثلة ، فعلى حسب الدستور المصري في حالة تنحي الرئيس أو وفاته يتولى نائب رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس الوزراء مهام الرئاسة مؤقتا حتى إعلان الإنتخابات خلال موعد اقصاه 60 يوما ؛ كل المؤشرات اليوم توجب على قادة المعارضة المصرية أن تعد العدة جيدا في حالة سقوط مبارك ، حتى لا يكون القادم من نفس العباءة القذرة.
خلال ساعات الليلة الماضية كانت الرسائل على موقع “تويتر” أغلبها حول الموقف التونسي بالرغم أنني لم أكن من محبي التويتر و لا من مستخدميه بكثرة إلا أنني جلست لأول مرة منذ شهور أتابع تعليقات النشطاء توانسة و مصريين ، سعوديين و جزائريين ، مغاربة و من الأردن و فلسطين منهم من داخل الوطن و اغلبهم من الخارج يتلهفون لنسمة حرية ، كلما رددت على احد هذه الرسائل السريعة افاجىء برد سريع يأتي إلي لا أعرف من هذا الشخص الذي أهتم بالرد … ولكن ما يحدث يختصر في كلمة صغيرة نتمناها كلنا …. “حرية” !
تعليقات
إرسال تعليق