الثورة رايحة فين !
مرت ثمانية اشهر على قيام ثورة 25 يناير ، و لم يشعر عبد القادر هذا الشاب الفقير الجميل الذي وقف يوم 28 مضحيا بنفسه للحفاظ على الثورة حتى أصيب أصابات بالغة في رأسه نتيجة لقذف الحجارة ، لم يحاول أن يتاجر بأصابته أو يطلب العلاج المجاني بل تحمل كل ذلك رغم دخله المحدود فهو يعمل في أحد المدارس الحكومية سكرتير إداري بها مرتبه لا يتجاوز بضعة مئات صغيرة ، و لولا أنه و زوجته المدرسة يعملون بشكل غير شرعي في أحد مراكز الدروس الخصوصية ما أستطاعوا الحياة ، قابلته بالمصادفة في وسط البلد كان لقاءنا حار فقد مرت شهور عديدة منذ آخر مرة تلاقيت به ، تركت كل شىء كنت مرتبط به في ذلك اليوم و جلسنا معا على مقهى البستان لمدة ثلاث ساعات نستعيد الأيام الخوالي و نتحدث عن القادم ... كلماته الحزينة تشعر معها أن أحلامه و طموحاته للتغير قد تبددت ، ثقافته التاريخية و السياسية تبهرني فقد اخذ يقارن بين الثورة في مصر و الثورة في تونس و الاجراءات التي أتخذت ، و الأخطاء التي نعاني منها اليوم ، ثم أخذ يقارن بين ثورة 52 و اليوم و كيف كانت القرارات حينها أكثر سرعة و أقتراب من الناس في الشارع بدأ من قانون الاصلاح ال...